وكثير من دعاة الإنغلاق على الفقه الإسلامي من يحتج على ذلك :
ـــ بأمية الرسول صلى الله عليه وسلم ليؤكد أن الفكر الإسلامي بسيط المستوى ولا عمق فيه ، وينسى أن آفاق الرسول لم تكن لإنسان ولا ملاك قبله إذ فتح الله بصيرته وبصره على عالم الملك والملكوت حتى سدرة المنتهى وما فوق السماء السابعة ولهذا فإن للرسول آفاق عليا لن نصلها إلا بالتفتح أولا على عالمه الأول الذي هو عالم الملك .
ــ بمنع الرسول صلى الله عليه وسلم تدوين ما سوى القرآن في حين أن ذلك لم يكن إلا في بداية البعثة بينما دون الصحابة كتابة بعد ذلك كل سنته وسيرته صلى الله عليه وسلم
ــ بوجوب البعد عن بؤر الكفر والضلال :وهذا حق لكن النهل من علوم الكافر فرض في الأمة فرض كفاية إذ لابد لنا من علماء يتبعون التطورات العلمية في أعلى مستوياتها وخصوصا العلوم المادية منها ..
فتفتح المنغلقين منا علينا أولا وعلى كل الفكر العالمي واجب في الجهاد الحضاري ، وإلا كيف نرد كيد إسرائيل التي تنسق كل حركاتها مع كل العالم ضدنا ؟
أبإرخاء اللحي والتكبر بها على المسلمين بادعاء التزامنا؟
أم بوعي حضاري رزين واستعداد على كل الواجهات ؟
وبدراسة لمكامن قوة الآخر قبل أية مناهضة؟
فالحرب المفروضة على إسلامنا اليوم حرب حضارية ناعمة وخشنة في آن واحد ..
لكنها لن تبيدنا يقينا ، وانتصارنا مضمون مهدويا كما سلف..
لكن مع تدافع حضاري منا حكيم ، ولصالح الناس أجمعين.
والتاريخ يشهد لنا كيف قدنا العالم لكل الخير والحق والنور حينما فتحناه ، فلم نعلوا فيه لإكتساب ثروات الشعوب كما يفعل اليوم الغربيون..
بل لتبليغ الحق ولتحرير الشعوب من عصاباتها الحاكمة ..
ولهذا فإن جهاد الإسلام جهاد سلام في جوهره ، بينما حرب عدونا - وحتى سلامه القادم - فحرب إبادة في ظاهرها والباطن .
لكنها أحلامهم وإننا والله بالنصر لخاتمون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق