الخميس، 10 يناير 2013

التفتح أمر سني وقرآني :



كثير من الإسلاميين والسلفيين يرون أن الإسلام الحق هو تربية أبنائهم وبناتهم على الإنزواء عن الناس وعلى كل مظاهر الحضارة ، ولحد تحريم قراءة ما سوى الكتب الإسلامية ، ظنا منهم  أن هذا من أوامر الدين.. 
وهذا قصور فهم : لأن الإسلام دين العمران إذن : دين الحضارة . ودين العلم إذن : دين المنطق والتفتح على كل المعارف  .
فالرسول صلى الله عليه وسلم أثناء دعوته ورسالته كان متفتحا بآيات القرآن نفسه حتى على أقوال إبليس وإدعاءات اليهود والنصارى والملاحدة والوثنيين :
فالقرآن الكريم يبدو من خلال حوارات الأنبياء مع الكفار ومن خلال قصص الأنبياء وكذا من خلال أقوال اليهود وإبليس كبرلمان حوار :
ــــ فالله عرفنا على إبليس وهو أعدى أعدائنا لحد تفصيله كل تحركاته منذ آدم كما حكى لنا بعض أقواله لعنه الله 
ـــ كما أنه عرفنا باليهود ولحد تسجيل آيات ذمهم لله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ، وفصل لنا بدقة كل ما يلزم معرفته عن نفسيات اليهود.
ــــ كما أنه عرفنا بعقائد الملاحدة كالدهريين كما بقوله تعالى : » إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر .الجاثية 24
ــــ كما أنه عرفنا بالنصارى وعقلياتهم لحد قولهم عن مريم بهتانا عظيما ، وإدعائهم بنوة الله سبحانه وتعالى لعيسى عليه السلام.
ومن هذا يتضح أن الثقافة الإسلامية ليست ثقافة إنغلاق ولا تعاليم تعبدية فقط بل هي ثقافة جد منفتحة : 
وإلا فكيف ندعوا من نجهل أسلوب تفكيره؟ ولهذا بات من لوازم دعوتنا :
1ـــ التفتح على الآخر لحد نقد كتبهم المحرفة كما هي شعبة مقارنة الأديان في فقهنا الإسلامي والحمد لله تعالى .
2ــ التفتح على كل المدارس الفلسفية لتعميق أسلوب التفكير
3ــ التفتح على كل علوم الآخر بالقبول بتدقيق أو النقد بحجة
وهاته هي المبادئ الأولى لـ : تيار أسلمة العلوم » التي يجب أن تكون كتبه عامة وملخصة للعموم ولو كانت بحوثه جد تفصيلية وجد معمقة.. 
وهاته هي ثقافتنا البديلة فلا مستقبل لنا إلا بالعلمية وبالمبدئية وإلا فلا ثقافة حقة سترجى لنا مستقبلا .
وإلا فإن لم نتفتح على العقل العالمي كاملا ،  فكيف يتسنى لنا حقا علاجه ؟ ..
مما يقحمنا في دراسات واقعية وحقا ميدانية  ستفضي وحتما إلى :
1ـ معرفة الحركات السرية المناهضة للإسلام وكل مؤامراتها 
2ـ دراسة الإيديولوجيات المحبوكة ضد الإسلام  وكل مخططاتها 
3ـ تقديم بديلنا عن علم كامل ورؤيا شاملة
مما يستلزم مؤسسات عالية لهذا البديل .
ولهذا فإن التفتح واجب بآيات قرآنية وبعبقرية الرسول صلوات الله عليه وبواجب الوقت أيضا .
فبتفتح المسلمين الأوائل تحدى الإسلام كل هرطقات الديانات الضالة : 
ولحد غربلة كل العلوم ،وإنشاء بيت الحكمة في عهد العباسيين وترجمة كل علوم العجم مع تفنيدها ، فتعميق علم الكلام الذي يناهضه وللأسف بعض فقهائنا وكل الفلسفة الإسلامية وعلوم التصوف الإسلامي  .
رغم أن من رد الغزو الثقافي الأول عنا بعد فقهاء السلف الصالح هم الفلاسفة والمتكلمون والعارفون بالله ..
وهانحن نعيش اليوم غزوا ثقافيا أدهى وأمر ،  ولحد استلابنا بالكامل.
فالجهاد العلمي اليوم إذن واجب وجوب الحركية الإصلاحية .
كما أن وجوب إنقادنا من هذا الإستلاب الحضاري واجب على  العلماء وأمرائنا وجوب الصلاة  :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق